ما أسباب أزمـــــة الميــــلان
إذا كنت تصدق وسائل الإعلام الإيطالية فإن الميلان يمر بأزمة عميقة. ماذا يحدث لبطل أوروبا الذي يصارع في الكالتشيو بدون أي فوز في آخر 5 مباريات؟؟
أنهى الميلان السنةالماضية الدوري بالمركز الرابع مع فرق كبير من النقاط مع جاره الانتر وصل ل 36 نقطة، ولو كان الموسم عاديا (بدون كالتشيو بولي) لاعتبر هذا الفرق من أكبر الفضائح. على كل حال، اختفى كل الحديث عن نقاط ضعف الروسونيري بمجرد رفعهم الكأس في مايو الماضي، لأنه بطبيعة الحال فإن الميلان قد رفع الكأس الأكثر هيبة في القارة العجوز وترافق ذلك مع أداء مبهر ضد البايرن والمان في الطريق إلى اليونان.
وهكذا ذهب الميلان إلى سوق الانتقالات الصيفية بنظرة متغطرسة بعض الشيء أنه ليس بحاجة إلى التعديل في فريق لم يتعرض للكسر بتاتا، ففضل فقط شراء اميرسون ذو ال31 عاما من مدريد والفتى باتو ذو ال 18 ربيعا والذي بالرغم من تصنيفه كأهم المواهب الصاعدة في العالم إلا أنه لن يكون متاحا للميلان إلا في مطلع العام القادم.
كان من نتيجة هذه الاستراتيجية تراجع الميلان إلى المركز 11 في الكالتشيو وبفارق 7 نقاط عن الانتر المتصدر بعد 6 جولات فقط، وإذا نظرنا إلى الأحد عشر لاعبا الأساسيين سنرى أن هناك 6 لاعبين فوق الثلاثين واثنان فقط تحت ال29 وهما بيرلو 28 عام وكاكا 25 عاما. والفرض المنطقي أن فريقا بمعدل أعمار مرتفع كهذا لايمكن أن يتأقلم مع النظام القاسي للعب مباراتين أسبوعيا.
التفسير الثاني أن الميلان بحاجة لشراء مهاجم، فهو لم يسجل إلا 5 أهداف في آخر 5 مباريات في الكالتشيو واثنان منها من ضربتي جزاء، وما يثير الجنون أكثر أن الميلان يملك فقط ثلاث مهاجمين على كشوفه فقط الآن.
إنزاغي يستمر بالتألق ولكن لا تتوقعوا منه أن يلعب 40 مباراة في الموسم وهو في ال 34 من العمر، وجيلاردينيو لنقلها بصراحة هو ليس جيدا كفاية ليلعب مع عملاق كالميلان ولا يملك المهارات التقنية للمهاجمين العالميين. وبالطبع هناك رونالدو الذي إما أن يكون مصابا أو زائد الوزن، وبالرغم من مهاراته الفائقة للطبيعة فإنه لا يمثل مستقبلا في ال31 من العمر.
ووفقا للاعب الميلان السابق أوسكار دامياني فإن الميلان فوت في الماضي فرصة التعاقد مع كل من لوكا توني، نستلروي و ترزيغيه، وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن لوكا توني عرض على الميلان من قبل من قبل باليرمو وانتقل إلى البايرن بمبلغ متوسط فإن النتيجة أن الميلان ارتكب خطأ فادحا.
ببساطة وبرأيي فإن الميلان على بعد التعاقد مع مهاجم عالمي واحد ليكون من جديد فريقا مرعبا، فالدفاع جيد والوسك المكون من كاكا بيرلو جاتوسو سيدورف و امبروسيني هو بلا شك الأفضل في أندية أوروبا. ولا ننسى أن الميلان يملك أفضل لاعب بالعالم الجوهرة كاكا.
على كل حال، فإن جهود الوسط والدفاع يضيع هباء منثورا بسبب أن الهجوم عقيم، فلو كان الميلان يملك رأس حربة من طراز توني أو نستلروي لسجل أيا منهم 8 أهداف حتى الآن، فالتألق المستمر لخط الوسط يعني أن الفرص ستخلق بكثرة في المباراة كما حدث أمام باليرمو ولكن من جدوى.
ورغم ذلك فإن بعض المحلللين لا يستطيعون تفسير لماذا الميلان وبرغم مظهره المزري في الكالتشيو يظل الرقم واحد في أوروبا عندما يتعلق الأمر بالتشامبيونز ليغ، فالإحصاءات تتكلم عن نفسها ففي آخر 5 سنوات تأهل الميلان 5 للربع نهائي و4 مرات نصف نهائي ولعب النهائي 3 مرات وربحه 2 مرة. إنه سجل مذهل لم يحققه نادي غير الميلان في السنوات الأخيرة ، وفوق ذلك فالميلان بدأ البطولة بشكل مهيب بعد فوز مستحق على بنفيكا هذه السنة، فما هي المشكلة إذا.
هل السبب كما يعتقد أغلب النقاد الطليان أنهم يضعون الأولوية لدوري الأبطال كما اعترف ذات مرة أنشيلوتي (ضحى بمباراة سيينا السنة قبل الفائتة لصالح إياب نصف نهائي دوري الابطال مع البارسا)، أو أن السبب أنه في التشامبيونز ليغ لا تلعب الفرق بأسلوب دفاعي مقيت ضد الميلان كما تفعل فرق الكالتشيو الصغيرة (وهذا ما يفسر أن الميلان نتائجه ممتازة أما عمالقة الكالتشيو) ، أو أن الحظ تخلى عن الميلان في إيطاليا هذا الموسم.
هل ستكون استراتيجية الميلان انتظار السوق الشتوية ليجلب مدافع (كأودو السنة الماضية) ومهاجم شاب لينتفض كما السنة الفائتة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
بانتظار آرائكـــــــــــــــم