الأخلاق الطيبة.. وأثرها على الفرد والمجتمع ::::
.
ان الاخلاق الحسنة لها تأثير ايجابي على الفرد والمجتمع، وهذا التأثير لم يكن الاهتمام به من اجل تحصيل الاجر والثواب والفوز برضوان الله تعالى فحسب، بل هو اسلوب ومنهاج عملي وفاعل في التأثير في المجتمعات، فما خلا مجتمع من الاخلاق الا وعمه الخراب والفساد وهجمت عليه البلايا والمحن.. وهذا بالفعل ما نراه ملموساً في كثير من المجتمعات في وقتنا الحاضر، لذلك كان اهتمام الاسلام عميقاً بالجانب الاخلاقي، وقد اكد الباري (جل جلاله) على جانب الاخلاق واهميته عندما مدح رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم قائلاً ((وانك لعلى خلق عظيم)).. وقد بين عليه الصلاة والسلام ايضاً ان من تكون صفته وسماته الاخلاق الحسنة فإنه من اقرب الناس واحبهم اليه يوم القيامة عندما قال في الحديث الشريف (ان احبكم اليّ واقربكم مني مجلساً يوم القيامة احاسنكم اخلاقاً، الموطئون اكنافاً، الذين يألفون ويؤلفون، وان ابغضكم اليّ وابعدكم مني مجلساً يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيقهون).
وان الاخلاق الحسنة هي المنهاج القويم والسلوك الصحيح في المجتمع.. ويكاد يكون التخلق باخلاق رسول الله عليه الصلاة والسلام وبشتى الامور هو من سياسات عقيدة المسلم الكامل وفي ذلك يقول عليه الصلاة والسلام (انما بعثت لا تمم مكارم الاخلاق).
والتخلق باخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون له انواع كثيرة منها الصدق والامانة والمحبة والاخلاص في العبادة وفعل الخير والدلالة عليه والدعوة اليه والامر والنهي عن ضده وهو المنكر..
وكلما ازداد تمسك المسلم بمكارم الاخلاق وفضائلها زادت قيمته وزاد رضا الله عنه واحبه الناس وتعلقوا به واصبح موضع ثقتهم واحترامهم.. وقد روي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمشي ذات مرة في احد شوارع مكة فاذا به يرى امراة عجوزاً وبجانبها امتعة فقالت له: يا اخ العرب احمل عليّ هذا المتاع (اي ضعه فوق ظهري) فقال عليه الصلاة والسلام: بل احمله انا عنك وسار معها فقالت له: ان في مكة رجلاً ادعى النبوة يقال له محمد وإياك ان تؤمن به وتصدقه فقال لها: انا محمد، فقالت العجوز: اشهد ان لا اله الا الله وانك رسول الله.
وفي قصة اخرى يروى ان عدي بن حاتم قيل له ان محمداً وهو رجل ادعى النبوة ملك يترفع على الناس فذهب بنفسه ليطلع على صحة هذا القول فإذا به يجد عكس ذلك اذ انه رأى امرأة جاءت الى الرسول عليه الصلاة والسلام تريد استشارته في مشكلة فقام من مقامه واجلسها وجلس هو على الارض فتعجب عدي وقال في نفسه: ما هذه اخلاق الملوك فلو كان محمد ملكاً لاجلسها على الارض وبقي في مكانه..فهاتان القصتان هما خير دليل على ان الاخلاق الطيبة والحميدة لها اثرها الفاعل في المجتمع، ولا ابالغ ان قلت انها قد تحول الانسان من عقيدة الكفر والضلال الى عقيدة الايمان والهداية والرشاد.