كم عدد المرات التي سوف نردد هذه الكلمة " طفش" خلال الأيام القادمة؟
أظن أنها سوف تكون مرات كثيرة! هل منكم من يظن غير ذلك؟
الدنيا طفش
جملة سوف تأتي بعد عدة ساعات من اللعب , أو بعد مشاهدة التلفزيون ولساعات , أو بعد مشاهدة (فلم) أو بعد نزهة مع الأهل !
أليس ذلك بغريب ؟
قد يكون للكلمة "طفش" أكثر من معنى و أكثر من سبب , ولكنها بشكل ما تعكس نوع من غياب معنى أو قيمة لما نفعل
أو غياب هدف محدد نسعى له.
بل قد تتعمق الكلمة لتصف نوع من (الإكتئاب الغير مرضي) المزمن والذي لانحس به, ولكن حتى هذا النوع من الإكتئاب له أسباب
منها نفس العلة السابقة, أي غياب معنى لما نفعل أو قيمة معنوية لما نقوم به !
المقصود من هذا الكلام أن ((الأشياء)) الكثيرة التي نحاول أن نملأ بها أوقاتنا , وعلى ما فيها من إبهار مؤقت ,
لم ولن تزيح هذا الشعور الغريب بغياب المتعة الدائمة والرضى ,
بحيث لا نحس بالسعادة أو النشوى بعد أن ننهي ما كنا نعمله.
ومعنى غياب القيمة أي أن ما نفعله لا يترك لدينا إحساسا عميقا بالرضى تعكسه قيمة العمل الذي قمنا أو نقوم به ,
وحتى لو كان هذا لعمل له قصد التسلية والترويح فقط فإن الإحساس بالطفش لا يزال يلازمنا ,
لأن الإنسان بطبعه لا تهدأ نفسه إلا إذا أحست بقيمة للعمل الذي تقوم به, قيمة نفسية داخلية ينتج عنها إحساس بالرضى والقناعة .
قد كررت هذه الجمل ولأكثر من مرة , والسؤال مازال قائما ... لماذا؟
والأحرى هو طرح سؤال آخر هو ....كيف؟ أي كيف نزيل هذا الإحساس؟؟
والجواب في ظني هو بالإنجاز.
أي يجب أن نسأل أنفسنا لماذا أريد أن أفعل هذا الشيء؟
وما هي الغاية أو المقصد؟ أي ما هي النتيجة التي أسعى إليها؟
ثم أن نسأل بعد ذلك هل حققنا الهدف؟ أي هل أنجزنا ما كنا نسعى له؟
فحتى لو كنا نريد اللعب بلعبة (بلي ستيشن) والتي لا تنتهي, يجب أن نحدد الوقت الذي نريد أن نلعب فيه والمرحلة التي نريد أن نصل إليها,
فإن وصلنا إليها توقفنا تماما وتحولنا إلى أمر آخر مختلف,
لأن هذا يعطينا شعورا بالإنجاز
فلا يجب إرهاق النفس بالبحث عن هدف غير محدد , وإن كان الهدف تحصيل نقاط في لعبة (بلي ستيشن).
طبعا يزيد الإحساس بالسعادة و الرضى كلما إرتفع الهدف وسمى,
والنفس البشرية تتطلب إشباع العقل بالفكر ,
والجسم بالصحة واللياقة ,
والروح بكل ما يغذيها من عمل إنساني أو عمل رباني .
تخيلوا أحدنا يضع أهداف صغيرة ولكن محددة ولكن يتمكن من أن ينجزها,
فإن سألته عما فعل , كان قادرا على تحديد العمل والنتيجة ,
ولو سألت آخر يقضي الوقت (كيفما إتفق) و(حسب التساهيل), لسمعت إجابة مختلفة تماما للسؤال نفسه!
فتراه يقول عند سؤاله عما فعل...لا شيء! أو يعني !
أو إن أتعب نفسه قال لعبت, شاهدت التلفزيون دون مقدرة على وصف اللعبة وإنجازه فيها,
أو دون المقدرة على وصف البرنامج وما تعلم منه,
بعكس من له هدف واضح, فتراه يقول لعبة لعبة كذا وحققت مستوى كذا في زمن كذا وحققت نجاح بمقدار كذا مقارنة بآخر مرة لعبة فيها .
كذلك من يضع لنفسه برنامج (غير دراسي) في إجازاته,
فتراه اذا إنتهى من الإجازة قال على سبيل المثال, لقد إستطعت أن أقرأ في موضوع كذا حتى أصبحت ملما بكل جوانبه ,
أو عملت ما لم أستطيع عمله خلال الدراسة ,
أي أنه بدأ الإجازة بتحديد لما يريد,وتحديد الغاية أو الهدف المنشود
وبذلك أصابه الشعور بالرضى في آخر أيام الإجازة لأنه تمتع وحقق ما أراد ......دون طفش
م
ن
و
ق
ل